أدوات الشرط غير الجازمة
أمَّا- لَوْ- إذَا- كلَمَا- لَولاَ- لومَا
الأمثلة:
ولم أرَ كالمعروفِ، أمَّا مذاقُهُ
فحلْوٌ، وأمَّا وجهُه فجميلُ
أ {فأما اليتيم فلا تقهر}
{وأما بنعمة ربك فحدث}
ب {ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير}
{ولو شاء ربك ما فعلوه}
ج إذا أقبلَتِ الدنيا على المرءِ أعارتْهُ محاسنَ غيرِه، وإذا أدبرَتْ عنْهُ سلبتْهُ محاسنَ نفسِهِ.
إذَا العقلُ تمَّ نقصَ الكلامُ.
{كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله}
د {كلما نضجت جلودهم بدلنهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب}
لَوْلا التاريخُ لذهبَ كثير من أخبارِ الأقدمين.
هـ لولا رحمةُ اللهِ لهلكَ الناسُ.
لولا الأستاذُ ما فهمتُ الدرسَ.
لَوْمَا الكتابةُ لضاعَ معظمُ العلمِ
لَوْمَا المشقةُ لسادَ الناسُ.
لَوْمَا الشوقُ لم أكتبْ إليكَ.
الإيضاح:
إذا تأمَّلت أدوات الشرط في الأمثلة السابقة وجدتها غير جازمة، وإذا تدبرت معانيا و جدت الحرف (أمَا) في أمثلة المجموعة الأولى (أ) يفيد التفصيل، أي تفصيل كلام مجمل وبيان أقسامه ، وقد جاء ذلك واضحاً في الأمثلة الأربعة الأولى: أما مذاقه...، وأما وجهه...، فأما اليتيم...، وأما بنعمة ربك...، وتلاحظ في الأمثلة السابقة أن (أمّا) تحمل معنى الشرط وهى تطلب جواباً لنيابتها عن أداة الشرط (مهما) وفعله. فالنحاة يقدرون (أمَّا) ب (مهما يكن من شيء)، فإذا قلت: أمَّا مذاقه فحلو، فالتقدير: مهما يكن من شيء فمذاق المعروف حلو، فحذف فعل الشرط وأداته وأقيمت أمّا مقامهما، فصار التقدير: أمَا مذاقه فحلو، فأخرت الفاء إلى الجزء الثاني وهذه الفاء لازمة فيا جواب الشرط.
ولا يلي " أمَّا " فعل لأنها قائمة مقام شرط وفعل وإنما يليها الاسم سواء كان مبتدأ نحو: أمّا مذاقه، وأمَّا وجهه، أو مفعولاً به نحو: أمَّا اليتيم، أو جاراً ومجرورا نحو: وأمَّا بنعمة ربك.
تأمَّل مثالي المجموعة الثانية (ب) تجد (لو) يحمل معنى الشرط أيضاً، وهى كما يقول المعربون: حرف امتناع لامتناع، معنى ذلك أن الجواب امتنع لامتناع الشرط. فقوله: {ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير} معناه: أن الاستكثار من الخير والأعمال الصالحة امتنع لامتناع علمه بالغيب.
أعد نظراً في المثالين السابقين تجد جواب لو في المثال الأول وهو (استكثرت) جاء مقترنا باللام وذلك لأن الفعل ماض مثبت. وفى المثال الثاني هو (ما فعلوه) جاء مجرداً من اللام وذلك لأن الفعل ماض منفي.
ثم تأمل مثالي المجموعة الثالثة (ج) تجد (إذا) متضمنة معنى الشرط وهى ظرف لما يستقبل من الزمان وتكون مضافة لجمل، فعل الشرط بعدها والعامل فيها الجواب. فجملة: أقبلت الدنيا، فعل الشرط في محل جر بإضافة (إذا) إليها، و (إذا) ظرف لما يستقبل من الزمان في محل نصب بجوابه وهو أعارته. ولا يلي إذا إلا فعل ظاهر كما في المثال الأول أو مقدر كما في المثال الثاني، فكلمة (العقل) بعد (إذا) في هذا المثال فاعل لفعل محذوف يفسره الفعل المذكور، فالتقدير: إذا تم العقل تم.
ثم تأمل مثالي المجموعة الرابعة (د) تجد كلمة (كلما) تفيد التكرار والاستمرار وهى منصوبة على الظرفية الزمانية بجوابها، ولا يلي (كلما) إلا الفعل الماضي كما رأيت في المثالين السابقين.
وأخيراً تأمَل أمثلة المجموعتين الخامسة والسادسة (هـ ، و) تجد أن كلمتي لولا ولوما يفيدان الشرط ويقول عنهما المعربون إن كلا منهما حرف امتناع لوجود. ومعنى ذلك أن جوابهما امتنع لوجود الشرط.
فإذا قلت: لولا التاريخ لذهب كثير من أخبار الأقدمين ، فمعنى هذه العبارة أنه امتنع ذهاب كثير من أخبار الأقدمين لوجود التاريخ. وإذا قلت لوما الكتابة لضاع معظم العلم فمعنى هذه العبارة: إن ضياع العلم امتنع لوجود الكتابة.
ولولا ولوما مختصان بالأسماء ويليهما دائما اسم مرفوع يقع مبتدأ وخبره محذوف وجوباً. أما جوابهما فمثل جواب لو يقرن باللام إذا كان ماضياً مثبتا ويتجرد منها إذا كان ماضياً منفياً وذلك كما رأيت في الأمثلة السابقة.
القاعدة:
أدوات الشرط التي لا تجزم هي:
1- أما: وهى حرف يحمل معن
4- كلما: ظرف يفيد التكرار وهى منصوبة على الظرفية الزمانية بجوابها، ولا يليها
إلا الفعل الماضي.
5، 6- لولا ولوما: وهما حرفان يفيدان امتناع الجواب لوجود الشرط. ويليهما دائماً اسم مرفوع يعرب مبتدأ وخبره محذوف وجوباً. أما جوابهما فمثل جواب لو يقترن باللام إذا كان ماضياً مثبتاً ويتجرد منها إذا كان منفيا.
وجميع هذه الأدوات لا تجزم وإنما تفيد ارتباط شيء بشيء آخر فقط.
تعليقات
إرسال تعليق